بو كاربيلان .. شاعر فنلندي سويدي \ ترجمة وتقديم علي ذرب

شاعر ومترجم وناقد أدبي فنلندي سويدي . وُلد عام 1926 في هلسنكي في فنلندا, ينحدر من عائلة نبيلة قديمة تتحدث السويدية  لذا كان له الحق في نيل لقب (بارون) .

في سن مبكرة ، اكتشف بو الأدب وبدأ في قراءة الكتب بنهم في مكتبة المدينة . حتى أنه قال ذات مرة : "القراءة هي واحدة من أعظم ملذات الحياة". بعد الانتهاء من دراسته في المدرسة الثانوية السويدية ، وهي أقدم مدرسة للأولاد تتحدث اللغة السويدية في هلسنكي ، التحق بو بالجامعة أيضا هناك حيث درس الأدب وحصل على شهادة الماجستير عام 1948, ودرس أيضًا في فرنسا وإنجلترا والولايات المتحدة. في عام 1954 تزوج من  السبّاحة السويدية المشهورة باربرو إريكسون وقد أنجبا طفلين. في عام 1960 أنهى بو كاربيلان اطروحة الدكتوراه والتي كان محورها تجربة الشاعر الفنلندي السويدي جونار أولوف بيورلينج .

حياة بو الأدبية غزيرة الانتاج ولم تقتصر على الشعر فقط بل كانت موزعة بين الشعر والرواية والترجمة وكتابة الأفلام, خطابه واحد ويكاد يكون موزع بين كل هذه الأجناس الأدبية الا ان اخلاصه للشعر لم ينقطع أبدا كأنه أراد دائما ان تكون كلمته الأخيرة من خلال القصيدة .

فتح بو عام 1946 باباَ على عالم أدبي ضخم وبقي مشرعا هذا الباب حتى بعد وفاته . كانت البداية مع كتاب شعري بعنوان  ( كدفء غامض ), وقد توالت فيما بعد أعماله وتُرجمت أيضا تلك الاعمال الى لغات عدة .

يمكنني القول أن هذا الشاعر أضاف الكثير الى الأدب السويدي الحديث ولم يتأثر به فقط .

الطبيعة بعمقها, الأحلام, الحياة والموت, الحب والفزع كل هذا وأكثر هو صور متعددة عن سؤال يطرحه بشكل متكرر في شعره عن وجوده ومصيره  ومصير الانسان بشكل عام .

ويمكنني القول أيضا أن ثمة سوريالية مُخففة أو شفافة في قصائده, يُشعرك بو أن لا عاصفة تسبق الهدوء ولا عاصفه يمكن أن تأتي من بعده, السكون سيد الموقف دائما والموت حصاد أبدي .

الجوائز التي نالها عديدة, من فنلندا والسويد وحتى فرنسا وحين نال جائزة فنلنديا عام 2005 للمرة الثانية قال بو مازحا : ( أخطط لشراء قلعة في فرنسا وناقلة نفط, سيساعدني ذلك على الثراء ) . لم تدم حياته أكثر من 84 عاما فقد قتله السرطان عام 2011 في مدينة اسبو الفنلندية .


النصوص 



الغابة

 

نهضتْ الغابة

بشكل أسرع مما كان يتوقع

أحاطته وزفرت هواء

مثل كيس ينهار فوق أثاث متهالك, فوق الكراسي

والمغسلة

 حيث الشمس

هوت مُتعبة في دفء فضولي

والليل مضى على أقدام باردة

 عبر الغسق

وفي وداع الصباحات الصافية

كان يسمع هدير بعيد

كأنه قادم من عربة

كبيرة وثقيلة

وقفتْ الغابة بظلامها تترقب

ان كان قد مضى فيها

لتفضي به الى طريق مجهول .

 ***

صورتي

 

أحيانا أبدو كما لو أنني

أخبئ مرآة , أو صورة بحر

أفتقده

بحر ليس هنا, ليس في داخلي أو خارجي

ليس بين الشاطئ والفضاء

ولا توجد ريح

فقط أمواج ثقيلة

هل أنا هناك في شيء ما

ليس بمقدوري أن أراه ؟

هل أنا انسان آخر غير نفسي

شخص مجهول

 محال أن أتعرف عليه ؟

شخص ما يحميني ويعرف من أكون,

يعرف الهواء وما يعنيه الموج

ويعرف هذا الصمت الذي يترقب .

 ***


 

السنوات

 

كيف سنغدو

عندما تنقضي السنين ؟

عندما تهرب الرُكب في الشوارع

عندما تنمو الأجساد

ويفنى الانتظار

الأطفال يتعلمون السير معنا

ليغادرونا لاحقا

أصياف, أيام عالية جدا كالزجاج

في نوافذنا

هل ستتذكروننا

حين يفنى كل شيء ؟

حيث لم نستطع لسنوات

أن نحظى بوداع

من بعضنا البعض .

 ***

تجديف

 

لو أنه غيّر وجهة قاربه

لو أنه وضع حياته

 صوب الريح

وتركها تُجّدف نحو المرفأ

لكان لأشعة الشمس

في نهاية المطاف حضوراَ

في المنزل . 

  

 

 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قطرةُ حبر تتدلى من السماء \ نصوص الشاعر السويدي : لارس فورسيل \ ترجمة عن السويدية علي ذرب

نصوص فكتور يوهانسون .. طائر ينام في مظلة \ ترجمة عن السويدية علي ذرب

نصوص الشاعر السويدي بيتر نيبيرغ / ترجمة عن السويدية علي ذرب