نصوص فكتور يوهانسون .. طائر ينام في مظلة \ ترجمة عن السويدية علي ذرب

 


فكتور يوهانسون 
شاعر سويدي 

النصوص 


هاهنا سوف أفلت يدي

حيث الطائرات الورقية تتساقط نحو الأرض

 كما لو أنها  قناديل بحر محترقة ،

لم يعد هناك أطفال يسوقون العواصف إلى مسقط رأسها

المطر يهبط فتذوب الكتب فوق رؤوسنا

أحاول النهوض ولكن لا يبقى مني شيء،

يساعدني على ذلك

نظرتك لا تسند السلالم ، وشعركِ قد نما طويلاً لكنه لم يطرح لنا حبالاً

ها نحن نعيش الآن في المدينة ذاتها

ونتشارك هذا المطر

الذي من المحال أن يُصبح قاربًا

وليس بوسعنا بعد الآن أن نجعل من المدينة مظلة

بينما الحرائق تُذيب أدوات المائدة

تُعيدها الى عروق في باطن الصخور،

حين لا نقول شيئًا لبعضنا البعض تتحول العواصف الرعدية

إلى حروف مكشوطة وتواريخ على عبوات الحليب

سطور صمّاء في كتب مغلقة

 فصول من قصص حب لأناس سوانا

تيارات هوجاء من حكايات تخصنا

 وأوراق مُبللة يمكن تناولها ،

متروكة في المخابئ

 عسى أن تلملمها يوماً ما مُخيلة حزينة

تحتفظ بالماء في غياب الدموع .

وعندما تمضي الأشهر دون ذكر

يصعب حينها الاختيار من بينها بأصابع ذو قمم  حساسة.

**

إن كنتَ تشعر بالمرض,

فعلى كريات دمك البيضاء أن تتساقط

 ثلجاً عبر فضاء جسدك

وأنت تشير بيدك على الخريطة,

يجب أن تُقلعُ الرئتين من جسمك

مثلما تُقلع الزهور من الأرض .

وفي سُبات الشتاء الأخير،

سوف ينطوي طائر وحيد على نفسه

ويُدفنُ في القفص الصدري

فيضعف المرض ويذبل

سوف تمتد أنفاسك فدان بعد فدان

من حقول الثلج

تربة نقية تُزرع فيها الأطراف الاصطناعية

لتنبت منها رئات طازجة .

 **

لن يحظى شيء بالراحة

ولن ينام الأطفال

حيث الريح في كل غرفة

وأنت ما زلت تتعثر في الأرجاء ببعض

القمامة الجميلة البيضاء

من طيور النوارس الورقية

بينما تتنقل بين الطرقات

بحثاً عن رئة لن تهلك

حاملاً بيدك حُزمة من السكاكين

كي لا تنفجر كالصلاة

الحياة لغزٌ، وعلى كل انسان أن يجابه ذاته

المصابيح المقطوفة من الجدران

مازالت تشع جرّاء قوة غامضة

كما تُضاء بوصلة الكلام، حين تتحدث

مُشيرة نحو الجنوب

نظرات المصابيح اليدوية تُحلق في أغنية الرعد

وتُجفف الدماء في الأوردة

القطط ترفرف في الريح

كالفواتير السوداء وتلتصق بعينيك

ثمة رائحة أقسى من رائحة الفُقر

لم تستطع حتى الآن أن تتآلف

مع أسطح المنازل وأسماء الشوارع

والشقوق التي لم تتوقف مرة عن تسلق

 الثياب والجباه

تتوارى الحشرات غير مرئية وراء اللوحات

بينما طائر ينام في مظلة

الحياة جميلة، مليئة بالجمال والأوهام

الهوائيات اللاقطة والأغصان الاصطناعية

وشبكة لأسر الكلاب لا تسمح سوى للحلم بالنفاذ عبرها

 قلادتك وأوراق دفتر يومياتك 

وكذلك زوبعة شَعركِ التي تخبو

وحوض الاستحمام الذي لا يتلف جذور البلاط

كلها تُبحر معك

تتقدم الصراصير من احدى جهات الخارطة المشؤومة

كولادة لعواصف كُبرى

فيُمزق علم بلد غني في الريح .

 **


أعيش على جزيرة، ولا أستطيع الهروب

من صورة الخريطة المعكوسة في المرآة

الحافلات تمر عبر الذراعين

وتخرج من أطراف الأصابع، ولا تصل اليكِ

ها أنذا أحاول نطق أثقال في فمي

لكن كلماتي لا تزن شيئاً

هي أثقال يخففها الهواء، ليتم الاستماع اليها على أشرطة الكاسيت

وحده الجسد مجرد بركة من الأضواء الساطعة

أمزق البحر أشلاء على امتداد الساحل

أدفعه خارج الخريطة والمخابئ

 وينقصني المزيد من الماء والملح

 لأبكي على ذلك

تُقرع أجراس السفن على الشاطئ

بينما تحت الجسور يتجمع الهواء

في جحور من أجلي

الضوء مريض لدرجة أنه لا يشبه الضوء

هنا ثمة مرساة لكنها ليست القلب

وأنا مازلت أضطجع تحت السرير

مع الصخور والرسائل 

متوجساً من لعق مظروف مليء بالطوابع البريدية .

**


قل شيئاً عن الأمل غير أنه كالمصابيح

زجاج النوافذ يتصدع قبل الصوت, اليدان مفتوحتان

أمنية ملفوف منذ زمن بالبرق كهدية

والمستقبل يأتي الينا بهيئة بذرة متلألئة

بينما اشارات المرور

 تذوب كالشموع . 

**

في أحد الأفلام, كنت أسير في المدينة

بعد انفجار القنبلة النيوترونية

كان شعر الناس يتساقط, تتساقط الألوان

والانسان يخلق من نفسه على مر الأيام

نسخاً كاربونية شاحبة

والمفقودين هم وشوم نَظِرة

الانعكاس المرئي الوحيد

في واجهات المتاجر الفارغة

هو التذاكر السوداء

اضطررت للرحيل, للإبحار في الزمن للوصول اليك

لسحق قناة تجري مياهها تحت الجلد

ملوثة بمواد دهنية,

لتحطيم هيكل عظمي يرتدي الثياب

لكن الجمجمة مكشوفة .

المدينة لديها الوقت للانحسار

الى شاطئ

لكنكِ لن تغادري مكانك

قبليني بأنفاس مُصطنعة, اربطيني الى رئتيك

يمكنني التحديق بعينيك كما لو أنهما

ثقبين في الجدار

كل يوم وأنت ترسمين شللي

أجمع أربعة وعشرين يوماً

دفعة واحدة

لأكون أقرب اليك .  


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قطرةُ حبر تتدلى من السماء \ نصوص الشاعر السويدي : لارس فورسيل \ ترجمة عن السويدية علي ذرب

نصوص الشاعر السويدي بيتر نيبيرغ / ترجمة عن السويدية علي ذرب